ردود فعل الجماهير تجاه المسحل- هل يستحق البقاء في رئاسة الاتحاد؟

المؤلف: سلطان الزايدي10.03.2025
ردود فعل الجماهير تجاه المسحل- هل يستحق البقاء في رئاسة الاتحاد؟

بعد بلوغ أندية النصر، والأهلي، والهلال السعودية الدور ربع النهائي في دوري أبطال آسيا للنخبة، استوقفتني تغريدة السيد ياسر المسحل، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، مهنئًا الأندية المتأهلة عبر منصة "إكس"، وما صاحبها من سخط جماهيري عارم تجلى في الردود المتدفقة على تلك التغريدة!

حينما تشاهد هذا الكم الهائل من التعليقات، المحملة بانتقادات لاذعة وقاسية، يتبادر إلى ذهنك للوهلة الأولى أن رئيس الاتحاد مقصر في عمله، أو أن الجهود التي بذلها لم ترتقِ إلى مستوى تطلعات الجماهير واستحسانها، وهذا الأمر يدعو إلى الدهشة والقلق في آنٍ معًا. فلو قمنا بتحليل الردود على تهنئته عبر منصة "إكس"، وأجرينا استطلاعًا لقياس مدى رضا الجمهور السعودي عن أداء ياسر المسحل، لخرجت النتائج مذهلة وصادمة، ولن يحظى المسحل بأي نسبة رضا تذكر، تمكنه من الحصول على فسحة لمواصلة العمل. لا أقصد بهذا الكلام أن يسرع المسحل إلى التنحي عن منصبه، ولكن الهدف هو وضع تصور شامل لأسباب هذا الاستياء الجماهيري الواسع. فالمسحل يترأس اتحادًا ذا أهمية بالغة، ويحظى بتقدير كبير لدى الجماهير السعودية، ومن خلاله تتجسد نتائج المنتخبات السعودية، وعلى رأسها المنتخب السعودي الأول، الذي يمر بمرحلة حرجة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم. هذه المراجعة ضرورية وملحة، وقد تكون بمثابة جسر يعبر به إلى قلوب الجماهير السعودية.

لا يمكن تحقيق أي تقدم أو نجاح في ظل هذا الجو المشحون بالتوتر، على الرغم من ثقتي بقدرة المسحل على استعادة ثقة الجمهور السعودي به كرئيس، وفي المشاريع والخطط التي سينفذها مستقبلًا. وإذا افترضنا أن المسحل اتخذ قرارًا بالابتعاد عن المشهد وتقديم استقالته، فهل سيكون هذا الخيار الأنسب؟ أرى أنه ليس كذلك؛ فالخيار الأمثل في هذا الظرف الحساس هو أن يثابر ويجتهد في تقديم خطة عمل واضحة المعالم وقابلة للتنفيذ، وأن يكون الخروج من هذه الأزمة التي يسودها الاستياء وفق استراتيجية محكمة، تتضمن برامج متنوعة وشاملة، تساهم في تطوير أداء الاتحاد السعودي بكافة لجانه الفنية والإدارية.

لقد خالجني شعور بالحزن العميق وأنا أقرأ تلك الردود القاسية، على الرغم من أن الرجل قد حضر في تلك المنصة بكلمات مفعمة بالتهنئة والاحتفاء بالإنجاز الذي حققته الأندية السعودية في دور الـ16 من بطولة النخبة الآسيوية. وكان من المتوقع أن يكون التبادل إيجابيًا، وأن تلاقي التهنئة بالترحيب والثناء، ولكن هذا لم يحدث، بل كانت الردود في غاية السلبية والانتقاد. لذلك، فإن فرصة تصحيح الأخطاء وتعديل المسار لا تزال قائمة، وإذا باءت تلك المحاولات بالفشل، فسيكون قرار الاستقالة خطوة إيجابية وشجاعة من جانبه، كما فعلها غيره ممن شغلوا هذا المنصب من قبله، وحظوا بمحبة وتقدير جماهير الكرة السعودية في حينه.

أتمنى أن لا يتأثر ياسر المسحل بكل تلك الانتقادات اللاذعة، وأن يركز كل جهوده واهتمامه على المنتخب السعودي الأول، الذي تنتظره مواجهتان حاسمتان ومصيريتان في الأيام المقبلة.

ودمتم في حفظ الله ورعايته،،،

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة